العدالة الإجتماعية (تفاوت أم مساوات ) .

مقالة فلسفية : العدالة الإجتماعية (تفاوت أم مساوات ) .
الموضوع: هل تعتقد أن الديموقراطية كما تصورها الليبيراليون هي نظام الحكم السياسي الأمثل؟
قبل الشروع في تحليل المقال:
تحديد معاني الكلمات المفتاحية:
_ تعتقد (الاعتقاد): يطلق عليه العام يطلق على الراي
و الظن ، و يشمل ، کالرأي والظن على درجات متفاوتة من الرجحان.
والاعتقاد يطلق عليه يطلق الثقة برأي الشاهد ، أو على
الركون إلى قول عالم الأمل بقوله ، خارجية ، دون أي تفحص مباشر.
_ الديموقراطية (ديمقراطية): لفظ مؤلف من لفظين يونانيين
أحدهما (ديموس) ومعناه الشعب ، والأخر (كراتوس) ومعناه السيادة. فمعنى الديموقراطية إنن سيادة الشعب ، وهي نظام تكون فيه السيادة لجميع المواطنين لفرد ، أو لطبقة واحدة منهم.
_ تصور : تصور الشيء: تخيله ، و تصور له الشيء :صارت له عنده صورة.
و التصور عند علماء النفس ، هو حصول صورة الشيء في العقل .
وعند المناطقة هو إدراك الماهية من غير أن يحكم عليها بنفي أو إثبات .
_ نظام هو الترتيب والإتساق، يقال: نظام الأمر أي قوامه وعماده والنظام الاجتماعي مجموع القوانين التي ينبغي للافراد أن يتقيدوا بها ويخضعوا لها.
_ الحكم: في اللغة القضاء بالعدل، والفصل، و البته والقطع. والحكم الفردي هو النظام السياسي الذي تكون فيه القوانين تابعة لإرادة رجل واحد. والحكم الجماعي الذي تكون فيه القوانين تابعة لإرادة جماعة من الناس مؤلفة من مجالس الشعب سعي نظام الحكم بالديموقراطية.
_ السياسي هو المنسوب إلى السياسة، تقول هذا أمر سياسي، وهو الأمر المدني المشترك بين المواطنين الخاضعين لقوانين واحدة.
_ الأمثل: الأحسن، الأفضل.
فهم السؤال:
إن الموضوع يطرح إشكالية سياسية هامة تتمثل في
أنظمة الحكم. ومن أهمها النظام الديمقراطي بالمفهوم الليبيرالي. فإلى أي حد قد تكون الديموقراطية الليبيرالية النظام السياسي الأفضل ؟
نجد موقفين متعارضين هما:
_ الديموقراطية السياسية في نظام الحكم السياسي الأمثل (موقف مصرح به).
_ الديموقراطية الاجتماعية هي نظام الحكم السياسي الأمثل (موقف غير مصرح به لكنه موجود ضمنيا).
_ تحديد المطلوب :
عرض ومناقشة هذين الموقفين المتعارضين ومحاولة التوفيق بينهما من خلال تحديد أهم الميزات الإيجابية التي يتمتع بها كل نظام.
تحديد طريقة المعالجة:
إن طبيعة الموضوع تقتضي منا استعمال الطريقة الجدلية .
ما هي مراحلها ؟
_ عرض القضية
الحجة
نقد الحجة
أثناء الشروع في تحليل المقال:
المقدمة:
/ التمهيد: الديموقراطية نظام مثالي تتجه إليه الأحلام، ولكنه لا يتحقق في الواقع على صورة واحدة من التنظيم.
إن كل نظام سياسي يعتبر إرادة الشعب مصدرا لسلطة الحكام هو نظام ديمقراطي، إلا أن إرادة الشعب في الواقع هي إرادة الأغلبية، وفي ذلك كما لا يخفي مجال السيطرة طبقة على الأخرى لا يمكن اتقاؤها إلا بمراعاة أحكام القانون. والديموقراطية إما أن تكون سياسية وإما أن تكون اجتماعية.
طرح المشكل:
فأي ديمقراطية يتبناها الليبيراليون ؟ وهل تعتبر الديموقراطية السياسية بالمفهوم الليبيرالي نظام الحكم السياسي الأمثل ؟
جوهر الموضوع:
_ عرض القضية: (الديموقراطية السياسية هي نظام الحكم السياسي الأمثل).
_ الحجة:
إن القانون في الديموقراطية السياسية فوق الجميع، وهو يضمن المساواة بين الأفراد في الحقوق والواجبات (حكاما كانوا أم محكومين) ويحمي الحريات العامة ويضمن المنافسة الحرة، كل ذلك يؤدي إلى استقرار الدولة وازدهار الحياة الاجتماعية.
نقد الحجة:
إن المساواة السياسية بين الأفراد لا تلغي التفاوت الطبقي، وهو ما يولد الصراع بين الطبقات الاجتماعية، وبالتالي غياب استقرار الدولة وازدهار المجتمع.
_ عرض نقيض القضية:
(الديموقراطية الاجتماعية هي نظام الحكم السياسي الأمثل).
الحجة:
إن التوزيع العادل للثروة وتحقيق المساواة الاجتماعية والقضاء على استغلال الإنسان للإنسان وتحرير الفرد من الحاجات الأساسية للحياة هو الذي يزيل أسباب الصراع ويحقق استقرار الدولة وازدهار المجتمع.
نقد الحجة:
يستحيل قيام عدالة اجتماعية في غياب المساواة السياسية، بحيث أن القضاء على الحرية وتقييدها يؤدي إلى قتل المواهب وغياب المبادرات الفردية، وتفشي روح الاتكال وتبدد الثروة وركود المجتمع في جميع مجالاته.
_ التركيب
إن نظام الحكم السياسي الذي يجمع بين جانبي الديموقراطية السياسي والاجتماعي هو نظام الحكم السياسي الأمثل.
الحجة:
الجانب السياسي للديموقراطية يعطي الحق للشعب في المشاركة في الحكم ويضمن الحريات العامة.
الجانب الاجتماعي للديموقراطية يقضي على كل تفاوت طبقي وكل أنواع الحرمان والاستغلال.
الخاتمة:
إن الديموقراطية السياسية لا تحقق استقرار الدولة وازدهار
المجتمع إلا بمراعاتها للجانب الاجتماعي بما يتضمنه من عدالة وتكافل ومساواة بين أفراد المجتمع ككل.
وفقكم الله و سدد خطاكم و جعلكم من الفائزين في الدنيا والآخرة.
Enregistrer un commentaire