دور وسائل الإعلام في تفعيل قيم المواطنة لدى الرأي العام
أصبحت المواطنة بما يترتب عليها من واجبات وحقوق للمواطنين، مقولة مركزية للديمق ا رطية ومقوما أساسيا من مقومات الحداثة السياسية و الاجتماعية، بل إن خلو دستور أية دولة دون الإشارة إلى هذهالحقوق و ضرورة صيانتها و المحافظة عليها يعد من منظور الأخلاق الديمق ا رطية مخالفة قانونية وسياسية و انتقاصا من مشروعية السلطة ذاتها .كما أخذت المواطنة في العصر الحديث معنى جديدا تعكسه المنزلة التي أصبح يحتلها المواطن فيالمجتمعات الديمق ا رطية الحديثة، و تحددت تحت تأثير مجموعة من التحولات طبعت المجتمعاتالمعاصرة خلال منتصف القرن العشرين، هذه التحولات بعضها اقتصادي أو سياسي و البعض الأخرمنها أيديولوجي إلا أن أهمها هو انتصار التوجهات التي أكدت على أولوية الفرد وشرعية استقلاله تجاه
المجتمع، وحقه في رعاية مطالبه ومتابعة أهدافه بكل حرية في حدود احت ا رم القوانين وقد شهدت العقودالأخيرة تعمقا قويا لهذا المبدأ .
فلقد غيرت المواطنة الحديثة بعمق الصورة الكلاسيكية للمواطن؛ حيث تعد حرية التعبير و المعتقد منالأصول الأساسية التي يقوم عليها نظام الدولة القانونية الديمق ا رطية، كما تعتبر وسائل الإعلام بمختلف صورها من أهم وسائل التعبير عن حرية ال أ ري في العالم المعاصر، لكن مع التطو ا رت الحاصلة في مختلف مجالات الحياة الإنسانية فان الأحداث و الظواهر و التطو ا رت فقدت بساطتها الأولى، باعتبار
التكنولوجيا الحديثة متغير أساسي في هذا المقياس، الأمر الذي دفع باتجاه ظهور إعلام متخصص يستطيع أن يقدم معالجة نوعية تتميز بمستوى من الجدية و العمق و الشمولية، وتنوع وظائف وسائل الإعلام وانتقالها من اهتماماتها الكلاسيكية من نقل الأخبار إلى معالجة الأوضاع فأصبحت من ضروريات الحياة، فهي بمثابة حلقة وصل بين كل مؤسسات و مقومات، مكونات البناء الاجتماعي وعلى عاتقها تقوم بشرح وتقديم ما لدى كل مؤسسة اجتماعية لأخرى؛ إذ تؤدي وسائل الإعلام دور بالغ الأهمية و الخطورة في تكوين ال أ ري العام و في تشكيله، وفي تعبئة الجماعات و حشدها حول أفكار وأراء واتجاهات معينة .
لرؤية البحث كاملا أنقر على الرابط https://goo.gl/Ue8Q1R
Kommentar veröffentlichen